ما هي أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند إنشاء محفظة استثمارية؟

دليلك لدراسة العوامل والاستراتيجيات الرئيسية لإنشاء محفظة استثمارية قوية

فيصل القرني
April 19, 2023
الاستثمار

قد يبدأ ذهنك في التخطيط والتفكير العميق عند التفكير في فتح محفظة استثمارية، سواء من تحديد الأصول الصحيحة إلى حساب المخاطر بدقة. يوجد عدة عوامل لابد  ان تفكر بها و تأخذها بالاعتبار عند إنشاء أو تصميم محفظتك الاستثمارية؛  يعد إنشاء محفظة استثمارية أمرا ليس سهل ويتطلب تفكيرًا وتخطيطًا دقيقًا إذا كنت تريد أن تكون ناجحًا.

عوامل يجب مراعاتها عند بناء محفظة استثمارية

اختيار الأصول الملائمة 

يعد اختيار الأصول المناسبة لتوزيع أموالك بينها أمرًا من الأمور الأساسية لبناء أو تصميم المحفظة. بتحتاج انك تحدد نوع الاستثمارات (الأسهم والسندات والكاش وغيره من الأصول) التي ترغب في "تعريض" نفسك لها (تعريض يعني الأصول التي ترغب انك تتأثر بها) مقابل العوائد التي ممكن تحصل عليها من كل أصل. عمرك وأهدافك المالية وقدرتك على تحمل المخاطر هي التي بتحدد تقسيم الأصول التي يناسب وضعك بشكل أفضل وتوفر لك عوائد مجزية مع مرور الوقت. من الضروري انك ما تتحمل مخاطر أكثر من اللازم في استثماراتك لأن هذا قد يؤدي إلى خسائر أكبر من مكاسبك مع مرور الوقت - وهذا شي لابد تتجنبه بأي ثمن عند إنشاء خطة مستدامة لنفسك. خذ بالاعتبار أن استثمار مبالغ قليلة ممكن يكون شيء سلبي يعيق تقدمك خصوصاً إذا كانت العوائد ضعيفة مقارنة بمتوسط السوق.

تنويع الأصول وتوزيعها

 تقدر تدير مخاطرك بطريقة أكثر كفاءة من خلال التنويع ونقصد به هنا اختيار أنواع مختلفة من الاستثمارات مثل الأسهم أو الصكوك أو الصناديق المشتركة أو صناديق الاستثمار المتداولة (التي يسمونها صناديق المؤشرات). تقدر تنوع بالاستثمار في مناطق جغرافية مختلفة بحيث توزع المخاطر إذا كان أداء أحد المناطق أو الدول ضعيف، فتقدر دولة أو منطقة أخرى قادرة على تحقيق عوائد وما يصير كل انكشافك (انكشاف يعني تعرضك لأصول معينة) على أسواق في حالة هبوط. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الاستثمار في قطاعات مختلفة على توفير عوائد أكثر استقراراً مع مرور الوقت لأن الاستثمار في عدة قطاعات يقلل من معامل الارتباط فيما بينهم (معامل الارتباط يعني كم هي نسبة ارتباط أداء هذا القطاع مع الآخر. فعلى سبيل المثال قطاعات الطاقة تتأثر بأسواق سلع البترول).

تقييم تحمل المخاطر

كل واحد فينا عنده قدرة مختلفة على تحمل المخاطر والتي  يجب أخذها في الاعتبار عند القيام بأي قرارات تخص محفظته. التفكير الزائد عن الحاجة والاعتماد على تكهنات ليس لها دليل أو بيانات تدعمها (بدون ماتبحث) سيجعلك تتجه لدوامة لا نهاية لها ويصبح الاستثمار عليك نقمة أكثر من ماهو فرصة. ومن هنا تأتي أهمية تقييم رغبتك وقدرتك على تحمل المخاطر قبل ما تتخذ أي خطوات كبيرة بأموالك حتى لا تجد نفسك في موقف لا يحمد عقباه.

تحديد أهداف طويلة المدى 

معرفة المدة التي راح تستثمر فيها راح يساعدك في جزئية مهمة من محفظتك الاستثمارية وهي تحديد نوع العوائد التي ترغبها وراح يساعدك في عملية صنع القرار حتى لا تحيدك أي قرارات مفاجئة قد تؤثر على تحقيق أهدافك. حدد ما إذا كانت التوزيعات أو النمو أكثر أهمية بالنسبة لك قبلما تستثمر في الأسهم أو الصناديق المشتركة أو صناديق المؤشرات المتداولة لأن هذا بيحدد في النهاية فئات الأصول التي تحتاج تعطيها أولوية عند تصميم محفظة من الصفر.

لماذا يعد التنويع عاملاً مهماً؟

التنويع جزء مهم من استراتيجية بناء محفظة أي مستثمر. يعتمد المستثمرون على توزيع مخاطرهم من خلال تنويع استثماراتهم،  أي أنه إذا كان أداء أحد المجالات الاستثمارية ضعيف، فمن المحتمل أن أحد المجالات الأخرى سيأتي بعوائد أفضل. 

يساعد التنويع أيضًا على تقليل التقلبات ويزيد من احتمالات تحقيق عوائد خلال دورات السوق المختلفة (دورات السوق يعني أن كل سوق لها دورة صعود ودورة هبوط ولابد للمستثمر انه ينوع حتى يحمي نفسه لأنه لا أحد يعلم متى تبدأ أو تنتهي دورات الأسواق)، بدلاً من انك تتعرض لسوق هابط أو صاعد واحد. ونزيدكم من الشعر بيت، توجد صناعات مختلفة بداخل قطاع واحد تتفوق على بعض في أوقات مختلفة، مما يخلق إمكانية تحقيق عوائد إضافية. الهدف من التنويع يتمثل في تحقيق عوائد على المدى الطويل من حيث إمكانات النمو القوية وإدارة المخاطر.

كيف أنوع محفظتي؟

يوجد مجموعة متنوعة من فئات الأصول التي يستطيع المستثمر الاختيار من بينها عند تنويع محفظته الاستثمارية. وتشمل هذه الأصول الأسهم والصكوك وصناديق المؤشرات وصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) والعملات والسلع وصناديق الاستثمار العقاري (REITs) والاستثمارات البديلة. 

من المهم أن تبحث عن كل فئة من فئات الأصول لتحديد أيها أكثر ملاءمة لأهدافك المالية ومستوى تحملك للمخاطر. توفر الأسهم ملكية مباشرة في الشركات مع إمكانية تنمية رأس مالك على المدى الطويل. بينما توفر الصكوك دخلاً ثابتًا مع مخاطر منخفضة نسبيًا، ولكن عوائدها محدودة مقارنة بخيارات الاستثمار الأخرى.

تقدم صناديق المؤشرات وصناديق الاستثمار المتداولة القدرة للتعرض لآلاف الشركات في قطاعات متعددة. أما العملات والسلع مثل الذهب والنفط تشكل فرصة تجارية فريدة ممكن أنها تضيف قيمة لمحفظتك. توفر الصناديق المشتركة الوصول إلى استثمارات يديرها محترفين مع نطاق أوسع من المخاطر والعوائد سواء من الأسهم أو الصكوك، وتوفر صناديق الاستثمار العقاري الفرصة في الاستثمار بالعقارات مثل العقارات التجارية أو المشاريع السكنية (يعتمد على تركيز الصندوق نفسه). أخيرًا، الاستثمارات البديلة وهي استثمارات فيها مستويات أعلى من المخاطر ولكن تقدر تحقق عوائد عالية إذا استراتيجية إدراتها كانت صح.

تأكد من أن أهدافك تتماشى مع محفظتك

مواءمة أهدافك مع محفظتك شي أساسي لبناء محفظة ناجحة. عندما تنشئ خطة استثمار ، ستحتاج إلى تحديد نوع العائد التي ترغب في تحقيقه والمدة التي مستعد تنتظر فيها. بيساعدك الموضوع على توجيه قراراتك التي تتعلق بتخصيص الأصول والتنويع وإدارة المخاطر؛ على سبيل المثال ، إذا كان هدفك هو نمو رأس المال لكن في مدة قصيرة ، فالأفضل الاستثمار بنسبة أعلى في الأسهم أو الصناديق المشتركة التي عندها قابلية قوية للنمو السريع. من ناحية أخرى ، إذا كان هدفك هو توليد دخل من توزيعات أو ما شابه على مدى فترة زمنية أطول ، فإن الصكوك والاستثمارات النقدية هي الأكثر ملاءمة. فهم أهدافك قبل الاستثمار في أي نوع من فئات الأصول راح يوفر عليك مجهود وخسائر ويساعدك على إنشاء محفظة تلبي أهدافك المالية.

الخلاصة (الزبدة🧈)

أي شخص يقرأ عن موضوع إنشاء محفظة استثمارية لابد أنه يأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل حاسمة في توزيع أصوله وتنويعها من خلال أهدافه وقدرته على تحمل المخاطر وغيره من العوامل. تقدر تضاعف عوائدك وتقلل مخاطرك قدر الإمكان طوال رحلتك الاستثمارية بإجراء بحث شامل حول كل مكون من مكونات محفظتك قبل ما تستثمر.

اختيار المحفظة المناسبة لك المفروض ما يكون صعب. مع ملاءة، تقدر تختار محفظة ذات مستوى مخاطرة مناسب لك ، بناءً على أهدافك الاستثمارية وتضع مخصصات شهرية وراح نقوم بالمطلوب ونتابع عنك إدارة محفظتك بدون تدخل منك.

قم بتحميل تطبيق ملاءة اليوم وسجل اهتمامك بميزة الاستثمار عبر المستشار الآلي حتى تكون من أوائل المستثمرين معنا!